حق لكل مسلم موحد محب لبلد التوحيد أن يغضب ويحزن لقبح أفعال خوارج هذا الزمان ، الذين تلاعب بهم أهل الشر والزيغ والضلال حتى أوردوهم المهالك التي تغضب الرحمن.. حق لنا أن نحزن لهذا العبث في أفكار بعض أبناء بلد التوحيد بسبب بعدهم عن نور الحق ونهج سلفنا الصالح..
وللأسف أن الكثير من الناس يعتقد أن دفاعه عن بعض المشايخ هو دفاعاً عن الدين نفسه فتجده يجرم ويكفر من يوضح أموراً لابد للمسلمين أن يعرفوها ..
هناك مشائخ يحملون فوق الرؤوس لما لهم من فضل على الأمة جاهدوا وبينوا ونصحوا ونفع الله بهم ونحن مدينون لهم بالفضل الكثير فقد عملوا ما عجزنا أن نعمله لأمتنا ..
وهناك صنف آخر متلون لا تعرف له طريق ولا تعرف له رأياً ففتوى الأمس ينقضها غداً بشيك يستلمه !!!
اصبحوا من أصحاب العقارات والمليارات بسبب تآمرهم على الدين وأهله فبئس ما يشترون " رقصوا على أحزاننا وشاركوا في نهب ثروات المسلمين فهؤلاء يجب الوقوف في وجههم بقوة وحزم وفضحهم أمام الناس لأنهم هم من يفسد الدين بل إن بعضهم قبض ثمن كي يصدر فتاوى شاذة جداً وكل ذلك لثمن قبضه في البحث عن الفتاوى الشاذة لعمل بلبلة بين الناس وفصلهم عن رجال الدين الذين هم المحرك الرئيس لحركة الشارع الإسلامي ..
تجدهم في كل واد يهيمون فإذا كانت الدولة تدعم المجاهدين فهم معهم يركبون الموجة ويكونون أصحاب السبق " أصموا آذاننا بصراخهم وعويلهم ليس على الإسلام ولكن للشهرة ولا دليل على ذلك إلا أنهم بعد أن أصبح الجهاد إرهاب في نظر الدولة لم يواصلوا مشوارهم بل إنقلبوا على أصحاب الأمس وركضوا خلف مصالحهم..
فأصبحت أعراض المسلمين التي كانوا يتباكون عليها لا تحرك لهم ساكناً !!!
تجدهم تارة يتقربون لليبراليين وتارة يتقربون للرافضة وتارة أخرى للحكام ويتسابقون للتصوير معهم ..المهم من يدفع !!
ثم إذا سقط الحاكم انقلبوا عليه كما انقلبوا على من قبله من أصحاب !!! المهم أن لا يفقدوا صوت الشارع.. ؟
تجدهم دائماً يبحثون عن صوت الشارع ويبحثون عن رضى الجماهير عنهم ولو كان هذا الصوت ضد الإسلام..
فهم لا يستطيعون البقاء بدون جماهير !!!
هؤلاء المشائخ الذين تلطخت يدهم بدماء المسلمين ووقفوا بجانب الأمريكان في حملتهم ضد الإسلام فكانت فتاواهم أمريكا نية المضمون إسلامية الديكور ..
فكانت الفتاوى تتسابق لإرضاء أمريكا فكل فتوى من هؤلاء كانت تصدر من هؤلاء المجرمين كانت تصب في صالح أمريكا لتقويض الإسلام والحرب على أهله بسبب هذه الفتاوى الضالة..
بل إن الحرب لم تكن في أراضي الجهاد وحدة بل وصلت إلى أرضنا ومحاولة تغريب المسلمين فانتشرت الليبرالية ولم نجد من هؤلاء المشائخ إلا التسابق على حجز أعمدة في صحافتهم اليومية ..
مواضيعهم التي يكتبونها بعيده كل البعد عن قضايانا من حصار أمريكي ..
الأمة تنتحر وثروات الدول الإسلامية تنهب والشعوب تعيش في فقر وجوع وهؤلاء يرقصون على أحزان الأمة..
هم أولئك الأشخاص الذين يتلونون بحسب أهوائهم ومصالحهم التي يخيّل إليك أنّها لا يمكن أن تنتهي بسبب عدم ثباتهم على مبدأ واحد ...
فهم مع الأسف أشخـاص لا تعرف لهم لونـًا محددًا.. يجيدون لعبة النيل من مشاعر الآخرين .. ويتلذذون
بغرس سكين الغدر في ظهور من حولهم .. فتضحياتهم تتمثل بأقرب الناس لهم بغض النظر عن التضحيات
التي قدموها لهم من جهد أو مال أو وقت ..!! ولا غرابة في ذلك فمبادئهم تقوم على الغدر والخيانة والمصلحة..
الشخصية والأنا التي تأتي في المرتبة الأولى حتى لو كان الثمن باهظـًا .. فطالما يخدمهم فلا بأس ...
وقد لا يرتاح لهم بال حتى ينهشون لحوم الناجحين ممن حولهم فهم في بحث مستمر عن أعداء لهم ... وأعتقد أنهم إن لم يجدوا عدوا صنعوه بأنفسهم .. وأظنّ أنّ أشدّ أعداءهم هو الصدق ... وأعزّ أصدقاءهم الزيف
والمكر... فأقنعتهم متجددة بحسب ما يرمون إليه من أهداف تخدمهم معتبرين ذلك ذكاء ...
مع أننا نعلم أن الفرق كبير بين الذكاء وبين الخداع الذي يقوم مبدؤهم عليه ... فهم بزيفهم يصنعون ثغرات في المجتمع لا حصر لها .. و يضعـفون مجتمعاتهم التي يعيشون فيها ..
وفي كل مؤسسة نرى هذه الشرذمة بأخلاقها السيئة الملتحفة بالفضائل وتعاملاتها الرخيصة المتلبّسة ببريق الحق تحاول مع الأسف أن يكون لها مكان ومأوى لتنمو فيه وتتشعب لتؤسس لها منظمّة خاصـّة ذات أرض خصبة تعجّ بالمتلونين وأصحاب الأقنعة تعيث فيها كيفما شاءت ...!!
فيزرعون الفسـاد ويحاولون أن يقنعـوا من حولهم أنّ هذا هو غاية الصلاح والنجاح وربما التميّز ..!!
ويسيرون بدفة مجتمعاتهم أو مؤسساتهم نحو الهاوية ... فلا يهم طالما أنهم الناجون أو المستفيدون الوحيدون ..
ضاربين بكلّ ما يخالف مصالحهم عرض الحائط ...
فسحقـًا لهكذا أشخاص لا يقدّرون قيمة الصدق ووحدة المجتمع الذي هو أساس القوة ...
سحقـًا لكلّ متلوّن و مقنّع يقتل ضميره و يبيع دينه ووطنه وقيمه ومبادئه من أجل متاع دنيا أو من أجل أهوائه وأطماعه ومصالحه الشخصية ...
فالأقنعة باتت تحاصرنا في كلّ مكان .. فمتى يعلم المقـنعّـون أنّهم بزيفهم سوس ينخر في المجتمع ..
ولا شك أن بعض المتلونين لن يحبوك مهما حاولت معهم , حتى وان أظهروا لك محبة ومودة في الظاهر والعلن أما في السر والخفاء فقلوبهم تتقاطر دما وغيظا وحقدا . فالإنسان المتلون أو المتقلب أو كما يقال أبو سبعة أوجه لا يمكن أن تستقر تصرفاته على حال . فهو في داخله إنسان عدواني وشرس , ففي الظاهر يأتيك بلسان الصحابي أبي ذر الغفاري رضي الله عنه , وبالخفاء يأتيك بقلب أبي جهل لعنه الله ..
فهو لا يستريح ولا يستطيع العيش إلا بوجود الشر . فما أن تنتهي مشكلة إلا ويقوم بالبحث عن أختها ليشعلها من جديد , هكذا دينه وطبعه . ولذلك فإن التعامل مع هذه النوعية من البشر صعب للغاية إن لم يكن مستحيلا , لأنه كما قال الشاعر :
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ,,,,,, ويراوغ عنك كما يراوغ الثعلب
ومن هنا يجب على الإنسان أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع هؤلاء المتلونون . فلا يجب أن تبيح لهم بسر , ولا أن تناقش معهم موضوعات عامة أو خاصة يستفيد منها ويستغلها فيقلبها عليك . لأنهم أناس لا ضمير لهم , والإنسانية منزوعة من قلوبهم فلا رحمة في صدورهم . فهم يتلذذون بشقاء الآخرين , فتراهم يضحكون في موطن البكاء ويبكون في موطن الفرح . ومن هنا أعود وأكرر القول بأخذ الحيطة والحذر والانتباه عند التعامل مع هؤلاء المتلونون . والأفضل أن تقلص العلاقة معهم إلى أدنى حد ممكن أو تنهيها , إلا إذا كان هناك مصلحة تتطلبها الظروف , إما لحثه على فعل الخير أو لردعه عن فعل الشر .
وفى النهاية تتساقط أقنعتهم وتتهاوى ..