إذا التقى الإنسان بإنسان لأول مرة فإنه مباشرة يعد العدة في كشف أغوار ذلك الإنسان .. والعملية يقوم بها العقل الباطني تلقائياَ حيث هي خطوة من خطوات اللاإرادية .. تتم بعد أن يوجد العقل صورة مبهمة لشخصية تحت المجهر .. ثم بالفطرة يبدأ في وضع القياسات اللازمة والملائمة التي تمكن من تحديد حجم ذلك الإنسان الجديد .. وهناك علامات كثيرة تساعد في وضع المعايير .. وأخطر العلامات في تحديد شخصية الإنسان هو ما يصدره اللسان .. ومقدار الصمت في الإنسان الجديد عادة يوجد حجماً افتراضيا عالياَ يتخطى الحجم الحقيقي .. وكل حرف بعد ذلك يبدأ في إنقاص الحجم حرفاَ بعد حرف حتى تتكشف المقدار الحقيقي لحجم الإنسان تحت المجهر .. ثم تتوقف الحروف بصاحبها عند درجة معينة يوجد معياراَ ثابتاَ يصبح سمة لذلك الإنسان .. وقد تسقط الحروف بصاحبها إلى الحضيض .. ثم تسقط الكثير من القناع الزائفة .. وتتدنى الكثير من القامات الفارهـة المبهمة .. أجسام قد تكون كبيرة ذات مقدار بالضخامة والفخامة ولكنها في وزنها الحقيقي كالعهن المنفوش .. تفقد الفكر الصائب .. وتفقد الحكم الرشيد وتفقد حسن التصرف ..
بنت السلطان