بر الوالدين من أسباب إجابة الدعاء ومحبة الله للعبد.
وبرّ الوالدين هو ما كان ضدّ العقوق
وها هي بعض القصص عن بر وعقوق الوالدين للعبرة
ننتقل إلى سيرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , كيف كانت علاقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بوالديهم ؟
هذا نوح عليه السلام يدعو للوالدين ويقول (ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ) إن نوح عليه السلام داعية ورجل صالح ومع ذالك كان من أدعيته (الدعاء للوالدين)
إذاً الأنبياء أيضاً جاءوا ببر الوالدين وهذا من أعظم ما جاءوا به عليهم الصلاة والسلام .
إبراهيم عليه السلام ...والده مشرك ... فماذا كان يستخدم إبراهيم عليه السلام ؟ ما هي الألفاظ التي كان يستخدمها مع والده وهو مشرك ؟ تأمل في سورة مريم ..تأمل يا أخي يا من يعاني من والديه من بعض المشاكل أو بعض الخلافات بينه وبين والده .
واسمع ما يقوله إبراهيم عليه السلام . (يا أبت لا تعبد الشيطان) ..
يا أبت !!هل هناك نداء ألطف من هذا النداء ومن هذه العبارة ؟ (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ) والده مشرك !! مشرك ويعبد الأصنام ومع ذالك يقول له إبراهيم يا أبت .
وتأمل حال يحيى وعيسى عليهما السلام ماذا ذكر الله عنهما ؟
أما عن يحيى عليه السلام فقال تعالى : (وبرا بوالديه ولم يكن جباراً عصيا) وقال عن عيسى عليه السلام (وبراً بوالدتي) انظر إلى هذا الخلق .. خلق البر والإحسان إلى الوالدين .
لقد أولى الإسلام الوالدين اهتماماً بالغاً، حيث جعل طاعتهما وبرّهما من أفضل القربات إلى الله تعالى، ونهى كذلك عن عقوقهما، وشدّد على هذا الأمر كثيراً، كما ورد في القرآن الكرين قوله سبحانه وتعالى:
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )، الإسراء/23 .
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نعبده ولا نشرك به شيئاً، وقد قرن برّ الوالدين بذلك، وكلمة القضاء في الآية السّابقة جاءت بمعنى الوجوب، والإلزام، والأمر. كما أنّه سبحانه وتعالى قد قرن شكرهما بشكره في قوله سبحانه وتعالى:
( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )، سورة لقمان، 14
فإنّ الشّكر لله سبحانه وتعالى يكون على نعمة الإيمان، وأمّا شكر الوالدين فيكون على نعمة التّربية الصّالحة، وقد قال سفيان بن عُيينة:
( مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فَقَدْ شَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى، وَمَنْ دَعَا لِوَالِدَيْهِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ فَقَدْ شَكَرَهُمَا).
وقد ورد في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود قال:
( سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَْعْمَال أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَل؟ قَال: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا قَال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَال: الْجِهَادُ فِي سَبِيل اللَّهِ ) ، رواه البخاري .
فقد أخبرنا النّبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) أنّ برّ الوالدين من أفضل الأعمال بعد الصّلاة، والتي هي دعامة من دعائم الإسلام. وقد قدّم الرّسول ( صلّى الله عليه وسلّم ) برّ الوالدين في الحديث على الجهاد، حيث أنّ برّ الوالدين فرض عين، ولا ينوب عنه فيه أحد آخر، فقد قال رجل لابن عبّاس : ( إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَغْزُوَ الرُّومَ، وَإِنَّ أَبَوَيَّ مَنَعَانِي. فَقَال: أَطِعْ أَبَوَيْكَ، فَإِنَّ الرُّومَ سَتَجِدُ مَنْ يَغْزُوهَا غَيْرَكَ )، ولا يختصّ برّ الوالدين بكونهما مسلمين، بل حتى ولو كانا كافرين فإنّه يجب عليه أن يبرّهما، ويحسن إليهما، ما لم يأمراه بشيء فيه شرك أو معصية للخالق ،
قال سبحانه وتعالى: ( لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )، سورة الممحتنة.
إنّ البرّ بالوالدين يكون من خلال الإحسان إليهما، والقول اللين، والتّرفق بهما، ومحبّتهما، وتجنّب القول الغليظ الذي يسبب نفرتهما، ومنادتهما بما يحبّان من الألفاظ، وقول ما ينفعهما في أمور دنياهما وآخرتهما، وتعليمهما ما يحتاجان من أمور الدّنيا والدّين، ومعاشرتهما بالمعروف، وهو كلّ ما عرف جوازه في الشّرع، وإطاعتهما في كلّ ما يأمرانه به، من أمر واجب أو مندوب، وترك ما يأمران بتركه ما لم يكن في ذلك ضرر. وإنّ من برّ الوالدين أيضاً عدم محاذاتهما في المشي، وعدم التقدّم عليهما، إلا في حالات الضّرورة مثل الظلام، وعدم الجلوس عند الدّخول عليهما إلا بإذنهما، وأن لا يقوم إلا بإذنهما، ولا يستقبح منهما أمراً حال كبرهما وعجزهما لأنّ ذلك يؤذيهما.
قال الله سبحانه وتعالى: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )، سورة النّساء، 36 .
وقال ابن عبّاس) يُرِيدُ الْبِرَّ بِهِمَا مَعَ اللُّطْفِ وَلِينِ الْجَانِبِ، فَلاَ يُغْلِظُ لَهُمَا فِي الْجَوَابِ، وَلاَ يُحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا، وَلاَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ عَلَيْهِمَا )، وإنّ من أوجه البرّ والأحسان إليهما أيضاً عدم الإساءة إليهما بسبّ أو شتم، أو إيذاؤهما بأيّ شكل من الأشكال، لأنّ ذلك يعدّ من الكبائر بلا أيّ خلاف، فقد ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو، أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) قال( إِنَّ مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمَ الرَّجُل وَالِدَيْهِ، قَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ: وَهَل يَشْتُمُ الرَّجُل وَالِدَيْهِ؟ قَال: نَعَمْ، يَسُبُّ الرَّجُل أَبَا الرَّجُل فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ )، وفي رواية أخرى) إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُل وَالِدَيْهِ. قِيل: يَا رَسُول اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُل وَالِدَيْهِ؟ قَال: يَسُبُّ أَبَا الرَّجُل فَيَسُبُّ الرَّجُل أَبَاهُ )، رواه البخاري وإنّ من برّ الوالدين أيضاً صلة من كان ودّاً لهما ، فقد ورد في الصّحيح عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يقول) إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُل أَهْل وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ، فَإِنْ غَابَ أَوْ مَاتَ يَحْفَظُ أَهْل وُدِّهِ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِمْ، فَإِنَّهُ مِنْ تَمَامِ الإِْحْسَانِ إِلَيْهِ )، رواه مسلم أدلة بر الوالدين إنّ الأدلة على وجوب برّ الوالدين من الكتاب والسّنة النّبوية كثيرة، نذكر منها: أنّ الله سبحانه وتعالى قرن برّ الوالدين والإحسان إليهما بعبادته عزّ وجلّ، وقرن شكرهما بشكره سبحانه وتعالى، لأنّه وحده الخالق، فجعل الوالدين السّبب الظاهر لوجود الإنسان في الحياة، وهذا دليل على شدّة تأكيد حقوقهما، لأنّهما أحبّا الإنسان في طفولته، ورعياه، وقدّما له كلّ ما يحتاج إليه، وهذا يقتي تأكيد برّهما، وتحريم أدنى مراتب الأذى لهما، مثل التأفّف من خدمتهما أو الضجر من مصاحبتهما. أنّ الله سبحانه وتعالى جعل برّ الوالدين أفضل مرتبةً من الجهاد، وذلك لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النّبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) يستأذنه في الجهاد فقال( أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد، و قال: أقبلَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ فقالَ: أبايِعُكَ على الهجرَةِ و الجهادِ أبتَغي الأجرَ منَ اللهِ، قال: فَهلْ مِن والدَيكَ أحدٌ حيٌّ ؟ قالَ: نعَم بل كِلاهُما حىٌّ قال: أفتَبتَغي الأجرَ منَ اللهِ ؟ قالَ: نعَم، قال: فارجِعْ إلى والدَيكَ فأحسِنْ صُحبَتَهُما )، رواه الألباني ، ونظراً لأهميّة برّ الوالدين عند العلماء فإنّهم أقرّوا بأنّه لا يجوز خروج الإنسان للجهاد إلا بإذن والديه شرط أن يكونا مسلمين، لأنّ برّ الوالدين هو فرض عين، بينما الجهاد فرض كفاية، ولكن في حال أصبح الجهاد فرض عين فإنّ الحكم في ذلك يتغير، وبالتالي لا يشترط إذنهما للخروج، لأنّ الجهاد أصبح حينها فرضاً على الجميع، وذلك في حال هجم عدوّ ما على البلد، أومن خلال استنفار الإمام، أو حضور الصّف. أنّ برّ الوالدين يُعدّ من أفضل الأعمال وأقربها إلى الجنّة، وهو من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ بعد أداء الصّلاة، وذلك لأنّ الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم ) أخبرنا بذلك، وقام بترتيبه باستخدام ثمّ، والتي تمنح معنى الترتيب والمهلة.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال( سألتُ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) أيُّ العَمَلِ أفضل؟ قال: الصّلاةُ لوقتها، قال: قلتُ: ثمّ أيٌّ؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: قلت: ثمّ أيٌّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله. حدّثني بهنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو استزدته لزادني) ، رواه مسلم . أنّ برّ الوالدين يجلب رضى الله سبحانه وتعالى
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) قال( رضى الرّب في رضى الوالد، وسخط الرّب في سخط الوالد) ، رواه الألباني .
أنّ برّ الوالدين سبب من أسباب دخول الجنّة،
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يقول) الوالد أوسط أبواب الجنّة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه )، رواه الترمذي .
وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنهما أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ ( صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ) فقالَ( يا رسولَ اللهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها )، رواه الألباني . أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) قد دعا على من لم بقم ببرّ والديه عند كبرهما.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله( صلّى الله عليه وسلّم): (رغم أنفه. ثمّ رغم أنفُه. ثمّ رغم أنفُه. قيل: من؟ يا رسولَ اللهِ! قال: من أدرك والديه عند الكبرِ، أحدَهما أو كليهما، ثمّ لم يدخلِ الجنّةَ )، رواه مسلم .
أنّ برّ الوالدين لا يختصّ بكونهما مسلمين، بل يجب برّهما حتّى وإن كانا كافرين، والإحسان إليهما، قال الله عزّ وجلّ ) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )، سورة لقمان، 15 . أنّ من عظم حقّ الوالدين قرن النّبي ( صلّى الله عليه وسلّم )عقوقهما بالشّرك بالله عزّ وجلّ.
فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم) ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئاً، فقال: ألا وقول الزّور، فما زال يكرّرها حتّى قلنا: ليته سكت )، رواه البخاري .
أنّ من عظم برّ الوالدين أن حرم الله الجنّة على من عقّهما، وذلك لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) قال( ثلاثة قد حرَّم الله تبارك وتعالى عليهم الجنّة: مدمن الخمر، والعاقُّ، والديُّوثُ الذي يقرّ في أهله الخبث )، رواه الألباني .
تعالوا نتأمل ما يحدث من الأبناء لأبائهم وأمهاتهم.
هناك شيخ كبير تجاوز السبعين من العمر أصابه مرض شديد قالت زوجة الابن الأكبر: أنا على وشك ولادة ووالدك دائماً أمامي وأشعر بإنزعاج وهو أمامي .. بمعني تريد هذه الزوجة حلا لهذا الأب الكبير فاتصل الأخ الأكبر على أخيه الأصغر منه عمرا فوافقا على أن يذهبا به إلى دارالعجزة .
أخذا معهم والدهم وهو لا يدري أين سيذهب قالوا له : سنذهب بك إلى المستشفى كي يرعونك هناك وفعلاً ذهبوا به لكن إلى دار العجزة.. دخل الأب ولم يأتوا له إلا بعد شهر كامل توالت الأحزان ودمعة العينان !!!
وغضب الرب جل وتعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) ...
يا أيها الأخوة شأن الوالد شأن عجيب الوالد والوالدة .. لم يذكر الله أي عمل صالح مع التوحيد إلا بر الوالدين ومع الشرك ذكر عقوق الوالدين وأنظر في كتاب الله وانظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
وقصة مؤلمة أخرى :
يقول صاحبنا كنت على شاطئ البحر فرأيت امرأة كبيرة في السن جالسة على ذلك الشاطئ تجاوزت الساعة 12مساءً فقربت منها مع أسرتي ونزلت من سيارتي ... أتيت عند هذه المرأة , فقلت لها : يا والدتى من تنتظرين..؟ قالت : انتظر ابني ذهب وسيأتي بعد قليل ... يقول صاحبنا: شككت في أمر هذه المرأة .. وأصابني ريب في بقائها في هذا المكان . الوقت متأخر ولا أظن أن أحد سيأتي بعد هذا الوقت ...يقول : انتظرت ساعة كاملة ولم يأت أحد ... فأتيت لها مرة أخرى فقالت : يا ولدي .. ولدي ذهب وسيأتي الآن .
يقول صاحبنا : فنظرت فإذا بورقه بجانب هذه المرأة .فقلت : لو سمحت يا والدتى أريد أن اقرأ هذه الورقة .
والدتى أريد أن اقرأ هذه الورقة .
قالت : إن هذه الورقة وضعها ابني وقال : أي واحد يأتي فأعطيه هذه الورقة. يقول صاحبنا : قرأت هذه الورقة ... فماذا مكتوب فيها ؟مكتوب فيها : ( إلى من يجد هذه المرأة الرجاء أن يأخذها إلى دار العجزة).
عجباً لحال هؤلاء .
أيها الأخوة لا تظنون هذه القصص من الخيال والله في البيوت أعظم من ذالك , واسألوا المحاكم وزوروا المستشفيات ترون العجب العجاب .
دعونا ننتقل إلى قصة أخرى ..
يقول شخص: كنت حاجاً في العام الماضي فطرحت موضوع للأخوة قلت : عنوان الموضوع هكذا علمتني الحياة . أريد من كل واحد يذكر موقف أثر في حياته وأعجبه في حياته..
قال لي أحد الأخوة الحجاج كان معنا.. يقول : العام الماضي كنت موظف في إحدى الشركات فقدمت استقالتي فأعطوني حقوقي.. يقول : استلمت المبلغ ولا أملك غيره طوال حياتي...
طبعاً هذا المبلغ يعتبر جيد بالنسبة لى كموظف .. يقول : لما رجعت إلى البيت أخبرت والدي بهذه المكافئة من العمل.
فقال لي والدي ووالدتي : نريد أن تدفع هذا المبلغ لأجل أن نحج .
يقول : دفعت المبلغ ووالله ما أملك غير هذا المبلغ.
فذهبت إلى مكاتب السفر التي تهتم بأمر الحجاج ودفعت المبلغ وودعت والدي ووالدتي .
يقول : وبعد أسبوعين ولما رجعوا دخلت في عمل أخر يقول فاتصل علي مدير الشركة السابقة التى كنت أعمل بها .
وقال : توجد لك مكافئة ولابد أن تأتي لتستلمها .
لاحظ الآن لا يملك شيء وكل المبلغ صرفه لوالديه في الحج.
يقول : ذهبت إليهم توقعت مبلغ يسير لأني لم أتوقع أن لي مكافئة.
ثم دخلت على المدير وأعطاني الشيك وإذا فيه مبلغ جيد يتساوى والمبلغ الذى أعطاه لوالده ووالدته لتأدية فريضة الحج .
يا عجبا والله ..... لقد دفع لوالديه فيأتيه نفس المبلغ بعد أيام ..
نعم أنفق على والديك وسيأتيك الرزق من حيث لا تحتسب (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) أليس البر بالوالدين من التقوى.. ؟
أليس الإنفاق عليهم من أعظم الأعمال إلى الله عز وجل.. ؟
هذا الرجل أعطى والديه كل ما كان يملك من المال الذى قد تسلمه من عمله.. ويقول والله بعد أسبوعين بالضبط تأتيني ما قيمته نفس المبلغ الذى أعطيته لوالدى ووالدتى لتأدية فريضة الحج .
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
فلا حول ولا قوة إلا بالله..