لا...لا...للفساد والمفسدين ..؟؟
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
والفساد أنه كل عمل يتضمن سوء أستخدام المنصب لتحقيق مصلحة..
إذا ما ضمن منصبه ومصالحه الشخصية..
ويقيني أن الفاسدين وأمثالهم مستعدون أن يبيعون لأي من يدفع لهم وبدون أي تردد ..!!
والفاسد خائن وعميل ليس له وطن ولا مبدأ ولا حتى شرف
فوطنه جيبه ومبادئه لا تتعدا كرسيه ومنصبه..!!
والفاسد أفاق وكذاب ومنافق ومتلون وخائن ..!!
وللفساد في خطاب القرآن معنى جامع لكل معاني الخروج عن الأستقامة والعدل وأنتفاء الصلاح، وقد بين الله تعالى في كتابه أنه لا يحب المفسدين ولا يحب الفساد، ولا يصلح عمل المفسدين، وأخبر أن ظهور الفساد في الأرض سبب لخراب الدنيا وسوء العاقبة في الآخرة في عشرات المواضع في القرآن.
و الفساد له صور كثيرة منها :-
الرشوة - المحسوبية - الواسطة - نهب المال العام- الأبتزاز،
وكلها يجمعها جامع واحد هي التلاعب والخيانة وخراب الذمم والتضحية بالمصلحة العامة للأنانية الرخيصة، بالحيل والأكاذيب والخداع، الذي يمرر به النهب والأختلاس والتبديل، ويتحايل به على الأنظمة لتظهر الأفعال المشينة في صورة الشرعية وهي سرقة وخيانة وظلم وفساد..
والفساد جريمة في كل القوانين والشرائع ، وقد جاءت شريعة الإسلام بتصنيف جرائم الفساد في خانة الكبائر وجعل مرتكبيها مستحقين للعنة والوعيد بالعذاب ...
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " . رواه البخاري
وأسباب الفساد كثيرة أولها قلة الإيمان، وفساد القلب، وأنهيار القيم أمام الطمع وحب المال، والجهل بالله ، وبأحكام شريعته، حتى تجد أحدهم يتحايل لتكون صورة القرار نظامية في الظاهر وهي خيانة في الباطن ومحسوبية واضحة، وأختلاس مبين، وواسطة مقنعة، فمثلا حين تمنع الأنظمة من مباشرة المسؤولين أو أقاربهم للمناقصات الحكومية حفظا للنزاهة والشفافية والإتقان، يتلون اللصوص فيأتون للمشاريع بجلود الغرباء وهم في الحقيقة شركاء ، فبالله عليك كيف يكون الخصم والحكم، كيف يستيطع أن يكون وفيا للدولة وهو شريك مع المستثمر، وهكذا في طابور طويل من حيل الصبيان القذرة ..
وإن من أسباب الفساد سكوت المجتمع على الرشوة والأبتزاز الذي يمارسه بعض المجرمين، فيأتي المواطن فيدفع الرشوة والراشي ملعون قبل المرتشي على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الراشي أولى باللعنة، لأنه جزء من معادلة الفساد..
يجب أن تتضافر الجهود، بالإبلاغ عن كل لص مهما كانت التضحيات، ومهما كانت العراقيل، ولتبقى مصر بلدى نزيهة نظيفة ..!!
لماذا نتحدث في المجالس عن وجود مرتشين ولا نبلغ عنهم ولا نتحمل مسؤوليتنا تجاه مجتمعنا، أين شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أين القائم على حفظ حدود الله، أين الحريصون على سلامة المجتمع وأمنه وماله..
أين الموظفون الذين يرون بعض زملائهم يرتشون ولا يبلغون عنهم ويكتفون بالثرثرة في المجالس..
يجب أن نطور قدراتنا على تضييق منافذ الفساد، بكل صوره وأشكاله، ينبغي أن لا نوفر أي بيئة قابلة لنمو طحالب الفساد في مجتمعنا..
والتذكير الدائم بخطورة الجرأة على الأموال العامة، وأن أكلها بغير وجه حق سحت ونار وعار ومحق وعذاب وخيانة وفضيحة عاجلة أو آجلة قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه وهو يحذر من المال العام
والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرا له خوار أو شاة تيعر...
--------------
و أسفي على الزمان الذي جعل من الرعاع أسيادا على الشرفاء
ولكن يومهم قريب إن شاء الله ..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..