مملكة الأمل
مدخل :-
أحياء ولكن أموات ..........!!!
أخوانى لا تستغربوا نعم هنالك مــــوت بلا موت .. وربما هو أكثر
من المـــوت
الذي يأخذ معه الجســـد والروح ..
ولكـــن هنالك موت للروح دون الجــســـــد .. وربما هو أسوء من الموت نفســـه .
عندما تصعب عليك الحياة ... وتكون هناك خيارات محددة ...
فلا تجد طريقاً للهروب منها ... إلا بالموت ... فتقرر الموت ولكن لا تعرف ...
وتموت وأنت تحاول الموت ... ثم تعي أنك ميت أصلاً...
فهومـــوت بـــلا مـــوت
عندما تعيش أجمل أيام حياتك مع شخص ... وتعتقد أن علاقتكما
لا تشبهها أي علاقة ... لأنها مثالية ... بريئة ... صادقة ... مميزة ...
حقيقية ... وقبل أن تنتهي من وصف العلاقة وتعداد صفاتها ...
تجد نفسك وحيداً ... دون هذا الشخص ... دون إشعار مسبق ... دون سبب ...
أنه مـــوت بـــلا مـــوت
عندما تنهض كل يوم ... فتتسائل ماذا أفعل اليوم؟ ... ولا تجد جواب مُرضي ...
فتقرر النهوض على أي حال ... تأكل ... تشرب .. تفعل كذا وكذا ... وتنام ...
وتستيقظ في اليوم التالي ... لتتسائل ماذا أفعل اليوم؟ ... فتقرر النهوض
على أي حال ...
أيضا مـــوت بـــلا مـــوت
عندما تجلس بين أفراد عائلتك أو أقاربك ... يتحدثون في شتى المواضيع ...
هذا يقول رأيه ... وهذا يمزح ... وهذا يناقش ... وأنت الوحيد الصامت ...
تشعر بغرابة الموقف ... ويتسلل الملل إليك ... فتحسب الدقائق والثواني حتى تغادر هذا المكان ... وفي النهاية تغادر ... وتجلس وحدك ... لتجد نفسك ضجراً تريد الجلوس مع أحد لتتحدث ...
دعوني أخبركم بشئ ... هناك من يتحرك حولكم ولكنه ميت ...
ميت القلب ... والمشاعر ... والروح ... ضاق ذرعاً بهذه الحياة فقرر
الرحيل ... وترك جسمه ورائه ... فلا تستغربون أن يموت شخص بلا موت ..
ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك وتغمض عينيك ويتوقف قلبك عن النبض ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال عنك : إنك فارقت الحياة
فبيننا الكثير من الموتى
يتحركون
يتحدثون
يأكلون
يشربون
يضحكون
لكنهم موتى .. يمارسون الحياة بلا حياة
مفاهيم الموت لدى الناس تختلف
فـهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنسانا عزيزاً
ويخيل إليه ... أنا الحياة قد . . أنتهت
وأن ذلك العزيز حين رحـــــــل
... أغلق أبواب الحياة خلفه
وأن دوره في الحياة بعده ... قد .... أنتهــــى
وهناك من يشعر بالموت
حين يحاصره الفشل من كل الجهات
ويكبله أحساسه بالإحباط عن التقدم
فـيخيل إليه أن صلاحيته في الحياة . . . قد أنتهت
وأنه لم يعد فوق الأرض مايستحق البقاء من أجله ..
والبعض تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن
ويظن أنه لانهاية لهذا الحزن وأنه ليس فوق الأرض من هو أتعس منه
فيقسو على نفسه حين يحكم عليها بالموت..
وينفذ بها حكم الموت بلا . . . تردد
وينزع الحياة من قلــبه
ويعيش بين الأخرين كالميت تماما ...
فلم يعد المعنى الوحيد للموت
هو الرحيل عن هذه الحياة
فـهناك من يمارس الموت بطرق مختلفه
ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت
وهومازال على قيد الحيــــــــاة ..
فالكثير منا
يتمنى الموت في لحظات
ظنا منه أن الموت هو الحل الوحيد
والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب
لكـــــــن . . هل سأل أحدنا نفسه يوما :
ترى . . ماذا بعد الموت ؟
نعم . .
ماذا بعد الموت . . . ؟
حفرة ضيقة
وظلمة دامسة
وغربة موحشة
وسؤال . . وعقاب . . وعذاب
وإما جنة . . أو نار . .
فــــهم . . كانوا هنا . .
ثم رحلوا . .
غابوا ولهم أسبابهم في الغياب
لكن الحياة خلفهم مازالت
مستمرة . . .
فالشمس مازالت تشرق
والأيام مازالت تتوالى
والزمن لم يتوقف بعد . .
ونحن . . مازلنا هنــــا
مازال في الجسد دم
وفي القلب نبض
وفي العمر بقية . . .
فلمـــــاذا نعيش بلا حياة
ونموت . . بلا موت . ؟
إذا توقفت الحيـــــــاة في .. أعيننا ..
فيجب أن لا تتوقف في .. قلوبنــــــــا ..
فالموت الحقيقي هو موت القلوب
بالـ ـ ـ ـ ـنــهــا يـ ـ ـ ـــة
هناك
. مــمــلــكــة الأمـــل
أحببت أن أضع هنا ركناً هادئاً
لإخراج مكنوناتنا
تلك المكنونات التي تبث الأمل في قلوبنا
وفي تلك القلوب المتألمة
تلك القلوب البائسة
تلك القلوب العاجزة
تلك القلوب الحائرة في تفكيرها
أريد من تلك القلوب أن تعرف أن ( الحياة أمل ) وما أجمله من أمل
قال تعالى
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} } الشرح ..
ما أجمل أن نتأمل تلك الآيتين
لقد كررها الله مرتين ليعلم الناس أن بعد العسر يسرين
لهذا يجب تأملها والإيمان بها فهي الطريق الأساسي لزرع الأمل
فما أجمل الأمل حين يزرع في ذاتنا
ما أجمل الأمل حين يتملكنا ويخرج فينا متى كنّا بحاجةٍ له
ما أجمل الأمل حين نطلق له العنان ليبني مملكته بداخلنا
تلك المملكة الجميلة التي أحببت أن أطلق عليها
( مملكة الأمل )
ما أجمل الأمل حين يفرض سيطرته طارداً
اليأس ،، الألم ،، العجز ،، الهزيمة ،، وكل أعداء الأمل
إن الأمل هو الحياة هو السعادة
إن الأمل هو تلك الوردة الجميلة التي لا تنبت إلا بزراعتها
( الحياة أمل )
( كيف )
كيف لنا أن نبصر النور ونحن من أختار العيش في كنف الظلام
كيف لنا أن نحصد السعادة ونحن لم نزرع إلا بذور التعاسة
كيف لنا أن نتسائل أين هو الأمل ونحن من سجنه وكبله بقيود اليأس
كيف لنا أن نطرد آلامنا ونحن من سمح لها ببناء مستوطناتها بداخلنا
كيف لنا أن نتخلص من المصاعب ونخرج من أزقتها ما دمنا نستقبلها بدموع الأسى والإستسلام
( الحياة أمل )
( لماذا )
لماذا نرى أنفسنا في غابة موحشة في وسط دائرة ضيقة
سلطانها الخوف ،، حارسها العجز ،، ترابها الشوك
لماذا هذا الإجحاف بحق أنفسنا ،، لماذا نحطم أنفسنا بأنفسنا
لماذا نحكم على أنفسنا بالإعدام
لماذا نضعف ونستسلم كل ما شعرنا بالهزيمة
( لماذا هذه النظرة السلبية )
( الحياة أمل )
( متى )
متى نحطم قيودنا ،، متى نوقف الإبحار في حزننا بسفن اليأس
متى نغرس بذور السعادة لتنبت زهورها في أرجاء قلوبنا حاملة بداخلها نسيم الأمل
ليأتي الربيع فتتساقط أمطاره لتتفتح منه الزهور فيفيح عبيرها كنسمات الهواء العليل
فيخرج الأمل كطفل خديج الولادة حراً طليقاً ليبصر النور الذي طالما حلم به فينطلق
ليختلط بدمائنا ويسير في عروقنا نازعاً أشواك قلوبنا ناثراً وروده في ضفافها وأنهارها وجميع أنحائها
فيبني مملكته التي لا حدود لها تلك المملكة الجميلة
( مملكة الأمل )
محطماً تلك الدوائر المغلقة ،، المتقوقعة ،، القاسية ،، الموحشة
حينها سترفع العدالة الداخلية راياتها لكي ترفرف معلنة الإنتصار
وستحطم مستوطنات الألم بسلطة الأمل
لتعمّر قصورها في كل الأرجاء ،، وتشيّد أسوارها مداد السماء
وتخضع لها المصاعب معلنة الولاء
فتقوى وتقوى حتى يعجز عن مواجهتها اليأس أو الشقاء
( حينها فقط )
سنستنشق السعادة كاستنشاق الهواء ،، ونصدّ بآمالنا ألد الأعداء
ما أجملها تلك العدالة التي تقضي بأن نعيش سعداء
أليست هذه هي السعادة يا من هم أحياء وليسو بأحياء ؟