كان الربيع العربي حافلا بالمفاجئات الكبيرة والتي هتكت ستر كثير من الانظمة الدكتاتورية وبان عجزها ونخر السوس في بنائها ، وكشفت الأحداث في مصر كثيرا من المآسي التي كانت تلك تتجرعه وتعانيه ، حتى إذا ذاب الثلج وبان المرج رأينا أمولا ضخمة وملايين الدولارات في حساب القادة وأبنائهم بما لا يصدق ، ولقد تكلم الأعلام عن كثير من هذه الثروات التي لو أستخدمت في مصرلأنهت هذه الزعامات مديونية بلادهم وعجزها المالي السنوي ولكن لنترك ذلك جانبا ولنعود لأصل موضوعنا .. عن الحركات الإسلامية التي برزت على سطح الأحداث وقام الناخب المصرى بتقديم هذه الحركات في إشارات متعدده طرحها كثيرا من الكتاب الذين صعقهم هذا الفوز المدوي فكانت تعليلتهم لذلك الحدث الصادم نابع من ثقافتهم التي غردوا بها ردحا من التعليلات فى هذا الزمان.
1-. أن هذه الحركات قبل أن تخوض غمار الصراع على السياسة والأنتخابات تفاهمت مع الولايات المتحدة على ذلك وأن الأخيرة رسمت لها خارطة طريق إذا ما حادت عنها فإن هذه الحركات ستلقى نفس مصير الأحزاب السابقة وحكوماتها ونسى هؤلاء أصحاب هذا التوجه أن من رشح وأنتخب هذه الحركات شعوبها في إنتخابات نزيه شفافة بالتالي فإن مصدر قوتها نابع من شعبها ليس من الخارج مثل تلك القيادات السقيمة التي نزلت بالبارشوت على شعوبها .. وإن أصحاب هذا الرأي لا زالوا مأسورين بقوة الأمريكان وكأنها الإله المطلق الصلاحية في الكون مع العلم أن كثيرا من قيادات العالم وقفت في وجه أمريكا وقالت لا ، ألا يمكن لهذه الحركات أن تقول لا .
2-. وهناك توجه آخر بأن هذه الحركات جاءت بناءً على أنتخاب المواطن الغلبان الذي جاء ليعاقب التيارات السالفة لأنها كانت ديكتاتورية بمعنى الكلمة وينسى أصحاب هذا الرأي...
أن المواطن العادي يرى الكل بميزان شفاف واحد ويشاهد من يخدمه ويقتنع به ومن يجىء لسدة الحكم كي يغلبه على أمره ويأخذ قوت عياله .. كما أن أغلب نسب الأنتخابات تعدت النسبة الدالة على أهتمام الشارع بالانتخابات وجدوى التغيير .
3-. ولقد أسائنى رؤية تكاد تكون مخالفة للفهم والرؤية الحقيقية عندما أتهم بأن الحركات الإسلامية كذبة في إشارة على أن هناك فاصل بين الدين والسياسة وأن الدين يجب أن يهتم بالجانب الفردي أما الجانب الجماعي فله رجاله الذين يفقهون ذلك وحكم الدولة يجب أن يبتعد عنه رجال الحركات الأسلامية حتى لا يتهموا بالكذب ..
.وهذا الفهم جاء من منطلق الثقافة العلمانية السيئة والتي نأمل أن يتم تصحيحها في الأيام القادمة.
4-.كما يستشهد البعض بتجربة حماس في الحكم وفشلها وأرتكابها المحرمات وخاصة في أحداث الحسم التي فككت كثيرا من طلاسم الفلتان الأمني والتنسيق الأمني وقدمت تجربة شفافة أمام الناس ومحاسبة المخطئ وتقديم نموذج بشري راقي في الحكم، أما أعتقال الناس فليس هناك حصانة لشخص إذا ما أخطأ سواء كان فتحاويا أو حمساويا أو أياً من أتباع أي فصيل ولم تكن تجربة حماس في الحكم إلا تجربة مريرة وقفت أمامها جميع قوى الشر العالمي إضافة لأبناء الجلدة الواحدة فكان التآمر على هذه التجربة طوال السنوات السابقة وليس أدل على ذلك من حرب الفرقان حينما أعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية بداية وشرارة الحرب من الأرض المصرية .
إن الحركات الإسلامية عندما خاضت جميع مواجهاتها مع الدكتاتوريات سواء في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا إنما ذلك من أجل إخراجهم من التبعيات غير التقليدية للغرب في إشارة منها لشعار المسلم ربعي بن عامر لقائد الفرس عندما قال ( جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد ، لعبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا ، لسعة الدنيا والآخرة )..