الخوف …؟
مدخل....
أنا لا أتكلم هنا عن الخوف من الناحية السيكلوجية..
التى تترتب عن النشأة الأسرية والبيئية.. فهذه معروفه من الناحية العلمية
أتكلم هنا الخوف .. (خوف الجبناء )
فالخوف أصلا.. ممن ليس لديهم القوة فى مواجهة الأحداث التى تحيط بهم.
ويدفنون رؤسهم فى التراب..ظن منهم أن أحدا لايراهم كالنعام التى تدفن رأسها فى الرمال ظنا منها أن أعدائها لا يرونها.. أو لمصلحة يقتضيها على حساب حقوق الغير
وأن دل إنما يدل على عدم اليقين بالله والثقة فى النفس..
كما أن العدل هو مطلب عقلي وشرعي، لا غلو ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط..
وأن العدل مطلق لكل الناس مسلمين وغير مسلمين، وأن كلمة الظلم هذه لا يعرفها قاموس التشريع الإسلامي؛ لأن الله -عز وجل- حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده، فقال: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا". وما أكثر الآيات التي تحض المسلمين على العدل مع الناس ومنهم غير المسلمين، بل مع مَن تكره من غير المسلمين! وتلك عظمة الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسه، فأنا حجيجه يوم القيامة". وقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].
وبما أن العدل فى الأسلام هو الأساس فى حقوق الإنسان والدفاع عن حقوقه ..
فالفساد الأخلاقي يبدأ أول ما يبدأ من الفرد والذي هو عضو في المجتمع والسكوت على المنكر وركوب الهوى معه.. سوف يسرى الفساد فى كل مكان..
وإذا انتشر الفساد ولم يُنه عن ذلك أهل الحكمة والصلاح؛ فسيستشرى الداء في الهواء.. وسيلحق البلاء بالناس.. وتلحقهم الفوضى في كل مكان ...!!
ولا أشك أن العاقل الفطن الحصيف لا يشك أن الفساد إذا تسرب إلى أخلاق أمتنا !!..
سوف نفقد كل معاني العدل والفضيلة والمساواة حسب ما نادت به جميع الشرائع.. وأن التمسك بمبادئ الخير والفضيلة والعدل هي من صميم الأخلاق ..
الموضوع...
سبحانك إلهي ما أرحمك وما أكرمك وما ألطفك على عبادك ..
حين أتأمل في حال الإنسان في أي مكان كان .. أرى أنه قوى هائلة لايقف في وجهها أحد سوى ” نفسه ” …نعم فمتى أراد الإنسان شيئاً لم يتعارض مع إرادة الله فأنه سوف يحصل عليه بأذن الله ..
ولاكن رغم أن الإنسان يملك الإرادة إلا أن القلة هم من يستطيعون الوصول لأهدافهم ، ولعل أكبر حاجز يعيق الانسان هو حاجز ” الخوف “
ذلك الحاجز الذي يقبع داخل النفس البشريه ويمثل لمن يعيش داخله جداراً صلباً يصعب كسره !
وكم من شخص دمر الخوف حياته وكم من إنسان شل الخوف أركانه ، ورغم كل ذلك يظل الكثيرين عاجزين عن تجاوز ذلك الحاجز..
فالمحاولة لديهم تعني مزيد من الألم ومزيد من الخوف !
فأن الشخص حين يقدم على أمر ما ، تبدأ المخاوف في الأحاطة به ، قد يكون خوف من الفشل، وخوف من الألم ، وخوف من المجهول ..
ولكن لأن خالقنا هو أعلم الناس بنا فقد أعطى لنا علاجاً عجيباً يسمى….
” التوكل “
ماذا يعني التوكل على الله ؟
إن التوكل على الله يعني أنك ككائن بشري حين تريد القيام بعمل فأنك تستعين بالقوة العظمى التي تسير هذا العالم ، فيسخر لك سبحانه كل شيء لأنجاز عملك..
فهل لو فهم الانسان معنى التوكل سوف يخاف بعد ذلك من إنجاز أموره.. ؟
ولعل في هذه القصة أبلغ عبره ..
..كان هناك شاب يريد أن يقضي مصلحه له في أحد المؤسسات ، وقد بلغه أن المعامله في حال وجود واسطة له سوف تأخذ مالا يقل عن عشر أيام ، والعجيب أن هذا الشاب كان يملك واسطه فعلاً وهو شخصية لها ثقلها..
ذهب ذلك الشاب لمكتب مدير المؤسسة وأخبره أنه أتى له من طرف فلان أبن فلان ، .. وما أن سمع المدير أسم الشخص ، حتى أشرق وجهه وتحرك من مكانه الذي كان يقف فيه منذ قليل كالصخرة الجامدة ، ورحب بالشاب وبشره أن معاملته سوف تأخذ عشرة أيام وتنجز ولا يهتم ، وكله لعيني صاحب الواسطة ..
هنا سمع الشاب صوتاً داخله يقول ، لحظة أن كان هذا الانسان يرحب بي كل هذا الترحيب من اجل واسطه بشريه ، فماذا يحدث لو استعنت بالقوة العظمى التي تحرك العالم وتوكلت على خالقي ومولاي ؟
ثم قرر ترك المدير وان يكون عونه هو رب العالمين لا بشراً عادياً ..
فقرر التوجه لفرع أخر ينجز نفس المعاملة ، لكن هذه المرة وهو متوكل يقيناً على ربه ولا أحد غيره..
وما أن دخل الشاب إلى مكتب الموظف المسئول حتى طلب منه الموظف بطاقته ، وفي ثواني أنهى ملأ الاستمارة له ..
وماهي إلا دقائق وماذا حدث ؟
حصلت مفاجأة أذهلت الشاب نفسه
المعاملة التي تأخذ ما لا يقل عن عشرة أيام وما يتخللها من إجراءات متعبه ، تم الانتهاء منها في ……. دقائق معدودة !
كاد قلب الشاب أن يطير فرحاً بعد أن كان خائفاً من تعطل معاملته وأدرك أنه لامكان للخوف في وجود ” التوكل ” وأن من توكل على الله كفاه .
اذاً إياك أن تجعل الخوف يقضي عليك بل أقضى عليه بالتوكل على الله ..
إن كنت خائفاً من الفشل ، فتوكل على الله ..
إن كنت خائفاً من المستقبل فتوكل على الله ..
إن كنت خائفاً من الألم فتوكل على الله ..
ولاتنسى أنك تستعين بالقوى العظمى ، فلا تدع بعد ذلك للخوف مكاناً في حياتك ! ولا تفرط في حب الله لك..
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى { فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين } .. ال عمران 159
وليس المطلوب منا كيف نتعامل مع هذا الخوف وإنما المطلوب هو أجتثاث هذا الخوف من عقولنا وأفئدتنا، فخوفنا أكثره أوهام طوقناه حول أنفسنا، وغرسناه في أنفسنا، ونسجناه في أفئدتنا؛ حتى أصبحنا نخاف من كل شيء حتى ظلنا. لهذا يتطلب الأمر إعادة التأمل في حقيقة الخوف والتأكد من صحة رؤيتنا فقد يتحتم الأمر إعادة صياغة لأفكارنا ومفاهيمنا، وإن جاز التعبير قد نحتاج عقلاً جديداً.
علينا أن نعيد النظر مرة أخرى في حياتنا لنتأمل: هل فعلاً ما نراه هو واقعي؟
إن لكل شيء في هذا الوجود وجهان إيجابي وسلبي ونظرتنا يجب أن تكون متوازنة حتى لا يحكمنا تصور خاطئ، إننا نُتعب أنفسنا ونخطئ عندما تكون نظرتنا أحادية ناقصة، ونحن بهذا نخسر أكثر مما نكسب. فالحياة شئنا أم أبينا تتشكل من الخير والشر، والسعادة والشقاء، وقد نتجه بقصد إلى أحد جوانب الحياة ونترك الجانب الآخر، وإذا كنا كذلك فنحن لا نعرف حقيقة الحياة بعد، وإنما نعرف نصف الحياة. وهذه النظرة النصفية تسبب لنا خيبة أمل وتدمير لطموحاتنا.
ومن طرق التغلب على الخوف هو التعرف على مصدر الخوف فأنت لا تستطيع أن تتعامل مع الخوف ما لم تتعرف عليه، ويتطلب الأمر أحياناً مواجهة مصدر الخوف، فقد يكون الخوف من شيء ما أشد من الشيء نفسه.لذا أعط هذا الخوف الدرجة المستحقة من الاهتمام، وانظر نظرة شمولية إلى هذا المصدر، وتأمل الوجه المشرق فيه، فأكثر الناس مثلاً يخافون من الموت، وذلك لأنهم نظروا إلى نظرة أحادية من جانب واحد، ولكن لو نظرنا إلى صورة الموت بصورة شمولية لوجدنا أن الموت طريق إلى الجنة بإذن الله، وهو راحة للمؤمن من هذه الحياة التي بُنيت على نكد وعناء؛ بل أن المؤمن في آخر الزمان يتمنى الموت ويطلبه فقد ثبت عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه" وقال ابن مسعود:"سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم الموت يباع لاشتراه" وكان سفيان الثوري إذا اغتم رمى بنفسه عند وهيب قال فقال له: يا أبا أمية أتدري أحدا يتمنى الموت؟ قال وهيب: أما أنا فلا. قال له سفيان: أما أنا فوالله لوددت أني مت. ووالله لوددت أني مت قالها ثلاثا. فالصورة الإيجابية للموت تجعلك لا تخافه؛ بل تتجه إليه بكل قوة وإقدام، وبهذا الأمر انطلق عمير بن الحمام - وفي يده تمرات يأكلهن ـ قائلاً :"بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء" ثم قذف التمرات من يده، وأخذ سيفه وقاتل حتى قتل، وهو يقول:
ركضا إلى الله بغير زاد --- إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد --- وكل زاد عرضة للنفاد
غير التقى والبر والرشاد
ولم أجد حقيقة مثل الإيمان والتوكل على الله والثقة به سبحانه للتغلب على الخوف بكل أنواعه، فالإيمان الصادق يوّلد في النفس الطاقة الدافعة لطرد الخوف، فتسكن النفس وتطمئن ويشعر المرء بالأمان والاستقرار حتى وإن كان في قلب المعركة؛ لأن القلب قد تعلق بالله عز وجل فلا يرهب ولا يخاف إلا الله ،قال تعالى " فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي" وقال تعالى :" فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ" وقال جل ذكره :" فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" .
إننا ندرك ونستيقن ونعلم يقيناً أن هناك هذا الشر المتصاعد فإن الأمل والاطمئنان يزداد في قلوبنا فالله حافظ ، فالحق وأهله باق وظاهر لا تضره فتنة، ولا يضرهم من خالفهم أو خذلهم، فهم باقون في هذه الحياة ونحن مطمئنون لأن الأمر أولاً وآخراً بيد الله وأنه لا يستطيع أحد أن يخرج من سلطان الله وإرادته، فكلهم مربوبون لله، فقراء محتاجون ضرورة لله، فنحن لهذا لا نخافهم.
اللهم فاجعلْ مكان اللوعة سلْوة ، وجزاء الحزنِ سروراً ، وعند الخوفِ أمنْاً. اللهم أبردْ لاعِج القلبِ بثلجِ اليقينِ ، وأطفئْ جمْر الأرواحِ بماءِ الإيمانِ.
يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك .
اللهم أزل الوساوس بفجْر صادقٍ من النور ، وأزهقْ باطل الضَّمائرِ بفيْلقٍ من الحقِّ ، وردَّ كيد الشيطانِ بمددٍ من جنودِ عوْنِك مُسوِّمين.
اللهم أذهبْ عنَّا الحزن ، وأزلْ عنا الهمَّ ، واطردْ من نفوسنِا القلق.
نعوذُ بك من الخوْفِ إلا منْك ، والركونِ إلا إليك ، والتوكلِ إلا عليك ، والسؤالِ إلا منك ، والاستعانِة إلا بك ، أنت وليُّنا ، نعم المولى ونعم النصير..