مكافحة السحر والشعوذة
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].
الحمد لله رب العالمين يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله ،لا معقب لحكمه وهو الحكيم العليم، أحمده سبحانه وأشكره على سوابغ فضله، وترادف آلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يقع في ملكه إلا ما يشاء وكل شيء عنده بمقدار، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ،،
كلما أبتعد الناس عن الخير كلما أقتربوا أكثر من الشر , وكلما أفل نور الإيمان في قلوبهم كلما زادت ظلمة الضلال فيها , وعندما تسلك طريقاً تعلم – يقيناً - أن لن يوصلك إلى الله فيجب أن تتوقع أن يكون الشيطان عند آخر الطريق , وكثير من الناس اليوم وخاصّة النساء عندما أحجم الشباب عن الزواج الشرعي وكثرت نسبة الإناث في المجتمع ، زاد القلق عند العوانس , وعند المتزوجات أيضاً خشية أن يتزوج أزواجهن عليهنّ , فقد أصبح بعضهن يلجأن إلى السحرة والمشعوذين والمنجمين والعياذ بالله عسى أن يجدن حلاً لمشاكلهن وهيهات هيهات أن يتحقق لهن الأمل ، أو أن يجدن الحلول لدى أقران الشياطين الذين يسعون بدجلهم خلف المادة ، والمصيبة تكمن في أولئك النسوة اللواتي أنجرفن خلف السحر بعد أن سيطرت على عقولهن وساوس الشيطان ،فضحَّينَ بدينهن وتوحيدهن ، وأصبحن أسيرات لدى الدجالين والمشعوذين ، يتصلن على السحرة في قنوات الدجل بل ويذهبن بأقدامهن إلى بيوت المشعوذين لسؤالهم ، وهنّ لا يعلمن عن الحكم الشرعي في ما يرتكبونة من كفر ، نسال الله العافية .
فإن السحر من السبع الموبقات ومن أكبر الكبائر في الإسلام فحَدٌ الساحر ضربة بالسيف تقطع عنقه والسحر لا يجوز أستخدامة لا للمحبة ولا للبغض ولا لأي شيء , والقول تعلموا السحر ولا تعملوا به باطل , وكل حجاب أو رقية من غير كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حرام وباطل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ ) أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود .
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس مِنّا من تَطَيَّر أو تُطِيِّر له أو تَكَهَّن أو تُكُهِّنَ لهُ أو سَحَرَ أو سُحِرَ له ومن أتى كاهناً فصدَقه بما يقُول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه البزار بإسناد جيد والطبراني .
أيّها المسلمون في كلّ مكان ،،
السحر من الأعمال الكفرية التي تفشت بشكل مخيف ورهيب في مجتمعاتنا الإسلامية ، وما يثير العجب والاستغراب أن هذا العمل الكفري أصبح يمارس من قبل المتعلمين والجهلة على حد سواء ، والذي دفعهم إلى القيام بهذه الأعمال هو جهل حقيقة هذا العمل وحكم ممارستة شرعاً .
فقد أنتشر السحر وعمّ خطره في أوساط المجتمعات الإسلامية
ولأن السحر بلاء مستطير وشر منتشر خطير وقد هدمت بيوتاً عديدة بسبب السحر ، ولأن عامة الناس تجهل حكم السحر والسحرة وخطورتهم على المجتمعات وما يسببونه من أمراض وقتل للأنفس ، ولأن الناس تخلط بين السحر والرقية الشرعية ، ولأن الشيطان عدو للإنسان وقد أمرنا ربنا أن نتخذه عدواً وما السحرة إلا أقران الشياطين ، ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي ، أجره عظيم ، وخيره عميم ..
وأخيرا وبما أن السحر في عمومه كفر بالله ، وخروج من الملة المحمدية
والغاية هي القضاء على هذه الآفة ، وتوعية الناس ، وتحذيرهم من هذا المنكر الشنيع والمنتشر بينهم جهلاً منهم بحكم ممارسة هذا العمل والأخطار المترتبة عليه ...
ونصره لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم
وإنّنا إذ نعلن عن الغايات ، والأهداف التي من أجلها محاربة هذه الأفة ..فإنّنا ندعو الجميع إلى المشاركة ، وبذل الجهد ، وذلك بنشر التوعية من خلال تلك الحملة في المواقع والمنتديات وفي الفيس بوك والتويتر والياهو ، وعلى الإيميلات وفي برامج المحادثة ، فكل الذي نرجوه أن لا نرى منكم التقاعس ، وعلى الجميع أن يقوموا بدورهم لتوعية المجتمعات ، وتذكروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لأَنْ يهديَ الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حُمْر النَّعَمِ ) .
وقد نوّع إخوانكم في وسائل التحذير لتكون فى متناول كل أخ صادق وأخت صادقة (من جند الله )
وإن نفقة فى سبيل إبطال هذا المنكر لأعظم نفقة وأجرا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى
أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا
يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا
مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا
مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا